نافذة

المقاله تحت باب  نصوص شعرية
في 
30/11/2015 06:00 AM
GMT



أتفقدُ نافذتي ، ثمّ أفتحُها ،
علّني أستعيدُّ الندى ، والشهيقَ الذي لا يُعاد
وما رسمَ الضوءُ في الأخضرِ المتربّعِ ،
فوق انكسار الستائر ،
في الظلِّ بين الكُوى وانحسارِ السوادْ
اختلط اللونُ بالعتماتِ ، وأيّ شعاعٍ
يُضلّ المدى بالظلالِ
ويعمي النوافذَ قبل العيون
التي تستضيفُ الوهادْ
كلّ ما يملأُ الأفقَ شاخَ ،
وكلّ الستائر سجنٌ تلفّعَ بالكونكريتِ
وكلُّ الذي يُرتجى مثقلٌ بالأسى والحِداد
....
قلمي غاضبٌ ،
والحزين دمي قبل نوّح السماء التي نَزفتْ في الفؤاد
وما خبّأَ النهرُ في غدهِ ،
حالمٌ بالنوارس ..
هل تستفيقُ البلادْ ؟
...

أتفقّدُ نافذتي ، ثمّ أغلقُها ،
كي أصدَّ نعيقَ الغُراب الذي يشرئبُّ ،
على شُرفتين من الريحِ ،
يا ويحَ هذا الغراب
كانَ ينذرُنا بالرزايا التي عرّشت
فوقَ دمعِ القِبابْ
و يُغيّرمن طبعِ ما يُسكِرُ الحالمين ،
وهل يسكرُ الحالمون ؟
: سكرَ الحالمون ..وصبّوا الكؤوسَ ،
سكرنا ..احتسينا دمانا .!
وأيّ الدماء لنا خمرةٌ تستطيبُ العذاب ؟
وأيّ دمٍ يستطيبُ الترقّب خلفَ النوافذ ..؟
لا.. كلّما قد أطلنا النظرْ ..إستزدنا الخراب
فليس هنا .. أو هناك سوى موجةٍ من سرابْ
.....
يحرسُ الماءُ شطآنَه ،
غير انّ الضفافَ التي لفظتْ زبدَ الموتِ قبل العُباب
تتطهّر بالياسمين ،
وتفتح في السرّ نافذةً ، تزدهي ،
كلّما كثّفوا في الظلام الضباب !!